إذن ما هو السر الخفي وراء استمراريته وخلوده ؟ وتنبثق إجابة هذا السؤال من خلال عدد من الأعمال الحديثة التي اعتمدت على كتاباته مثل West Side Story والذي اعتمد على Romeo and Juliet وكذلك Kiss Me Kate المأخوذة من The Taming of the Shrew كما اعتمدت القصة العلمية Forbidden Planet على مسرحيته The Tempest كما اعتمدت الملحمة البطولية Ran على فكرة مسرحية King Lear .
كل هذه الأعمال ما هي إلا شاهد إثبات على أقوى خصائص أعمال شكسبير الخارقة : وهي بلورتها للأفكار والمشاعر الكونية من إحساس بسيط بالغيرة إلى أدق الأفكار والأحاسيس مثل خطر تقديم العاطفة على العقل والفشل في حسم الموقف والقيام بفعل ما ، أي من ناحية أخرى التردد ، أي أن أعمال شكسبير ناقشت المشاعر الواضحة كالغيرة إلى أدق ما يدور في النفس البشرية مثل ما نراه في Othello و Hamlet .
وعلى هذا الأساس فقد ظلت أعماله مرتبطة ارتباطاً وثيقا بعصرنا الحالي ، حيث منحت شخصياتها المعقدة المخرجين المعاصرين مزيداً من التفسيرات والأفكار الجديدة وهو السر وراء احتلال شكسبير لتلك المكانة في عالم الأدب .
كتب شكسبير على الأقل 38 عملا دراميا ( وإن كان الرقم الصحيح مثار جدال حتى الآن ) متنقلاً من الأعمال الكوميدية خفيفة الظل والأعمال التاريخية الشهيرة إلى تراجيدياته الدموية .
وقد تساءل العديد من الناس حول مصدر إلهام هذا الكاتب العبقري . وإن كان في غير استطاعتنا تفسير هذا اللغز ونحن لا نعلم إلا أقل القليل عن حياته الخاصة ، حتى تاريخ ميلاده غير محدد تماماً وإن كان نسبة لما حددته الأبرشية فقد تم تعميده في Stratford-upon-Avon, Warwickshire في 26 إبريل 1564.