أحمد عيد: مسرح النكات والرقص اشبه بالمخدرات

كل من تعامل مع الفنان أحمد عيد يدرك للوهلة الاولي ثقته الشديدة في نفسه وثقافته العالية واعتزازه بنفسه وبآرائه ووجهات نظره ومبدئه.
لا يختلف عليه النقاد.. بل كثيرا ما قالوا عنه انه فنان موهوب بالفطرة ولكنه لم ينل حظه في الشهرة والاضواء أسوة ببعض زملائه الذين ملأت الشهرة والاضواء كل جانب في حياتهم.
متحمس جدا لأفلامه التي يقدمها ويري بأنها أفضل من الاخري الموجودة بالساحة ويري ايضا ان فيلميه خليك في حالك و انا مش معاهم أفضل من التجارب الاخري الموجودة بالسوق.
البعض انتقده بشدة لأنه استعان بفنانات لبنانيات في أفلامه ولكنه سعيد بالتجربة بشكل عام ويرفض العنصرية في الفن ويؤكد ان البطولة الجماعية حلم جميل لم يعد موجودا علي الساحة لأن كل منتج يقوم بترشيح نجم يتحمل كل مسؤوليات الفيلم بمفرده حتي يضمن النجاح.. وتحقيق الايرادات.

معه كان هذا الحوار

بالرغم من جرأة فيلمك ليلة سقوط بغداد في رأيك ما هي اهم عقبة واجهت هذه التجربة؟

الرقابة.. لأنها اعترضت علي مضمون الفيلم ورؤيته وفي رأيي هذا الامر عطل الفيلم كثيرا.

تردد انك تضع شروطا قاسية قبل الموافقة علي بطولة الافلام؟

هذه ليست بدعة جديدة لكنها عادة قديمة ألتزم بها منذ زمان بعيد.. في كل فيلم أوافق عليه لا بد من ان أبدي وجهة نظري فيه ولا بد من ان تسمع وتحترم.

كثير من الفنانين يفضلون الالتزام بتقديم لون واحد اما الكوميديا او التراجيديا.. وانت اخترت الكوميديا واصبحت مصنفا كوميديان؟

ليس شرطا ان يكون الفيلم الذي ألعبه كوميديا لكنني علي اية حال افضل الكوميديا عن التراجيديا وانا عموما علي عكس الآراء التي ينادي بها بعض الفنانين في التخصص في لون معين ولا ينبغي ان ينوع حتي لا يدخل مرحلة التخبط وانعدام الوزن في كل الالوان والاتجاهات.. ومن هذه النظرة فأنا اري ان التزامي بالكوميديا امر اكيد واعرفه جيدا ولن احيد عنه وسأظل ملتزما به.. وانا لا أخترع الذرة عندما اؤكد علي تمسكي بالكوميديا فقد سبقني الي هذا نجوم كبار التزموا بالخط الكوميدي ولم يتركوه ابدا مثل الفنان الكبير الراحل اسماعيل يس الذي ظل طوال عمره ملتزما بهذا الخط ولم يحد عنه يمينا او يسارا لإيمانه بأنه يستطيع ان يقدم أفضل ما عنده وانه لو غير اتجاهه ربما تعثر في منتصف الطريق.

لك آراء في البطولة الجماعية حيث ترفضها وتفضل البطولة المطلقة للنجم؟

الحقيقة انه لا يوجد علي الساحة حاليا ما يعرف بالبطولة الجماعية.. واصبحت لا وجود لها الآن لأن المنتج يشجع فكرة انتاج فيلم يقوم ببطولته الفنان بمفرده حتي يحقق الفيلم ايرادات.

رغم انك من الشباب الا انك ترفض مصطلح سينما الشباب فلماذا؟

المصطلح يشير الي ان السينما الحالية تتجه صوب فئة عمرية محددة فرضت قضايا بعينها لكن الواقع غير ذلك تماما.. فالسينما الحالية هي تجارية في المقام الاول هدفها الاول والاخير هو جلب الايرادات الضخمة دون النظر الي اشياء اخري كالمضمون الذي يطرحه او القضية التي يتناولها.

كيف تري المعادلة الصحيحة لانتاج فيلم يعجب الجمهور ويحقق ايرادات عالية؟

المعادلة هي فيلم ظريف + كوميديا يساوي جلبا للإيرادات.

بصفتك واحدا من الشباب فهل تفضل التعامل في افلام من صنع الشباب ام تفضل اعمارا فئوية أخري؟

انا احب التعامل مع الفنان الجيد الذي يفهم دوره ويعشق فنه اكثر من التعامل مع جيل ما.

الدور الذي توافق علي تمثيله ما هي اهم ملامحه؟

لا بد ان يكون له علاقة ما بمشاكل المجتمع الذي اعيشه ولا ينفصل عنه بأي حال..

اتهمك النقاد باللجوء الي فنانات لبنانيات لآراء في افلامك فما السبب؟

هذه عنصرية لأن السينما المصرية طوال عصورها وهي تفتح الباب لكل المواهب العربية التي بزغت في سماء القاهرة والقائمة تشمل العديدات منهن.. وانا لم اقدم سوي الفنانة نانا اما ساندي فهي موجودة قبل ان اختارها في فيلمي.. وسبق ان شاركت في افلام اخري عديدة.

رغم حماستك لجيل الشباب.. فأي جيل من المخرجين تسعي للتعاون معك؟

لا أحد ينكر ان فن السينما يخضع حاليا لأمر الشباب الذي يتحكم فيه من الألف الي الياء.. وبالتالي افضل التعاون مع جيل الشباب من المخرجين والسبب انهم الاقرب لاستيعاب مشاكلنا نحن الشباب عن الكبار، وكذلك يحسون بها اكثر.

قلت مرة انك اصغر اجرا واقل نجومية ومع ذلك ما زالت افلامك هي الافضل.. فهل هذه نرجسية؟

هذه وجهة نظر اؤمن بها بأن أفلامي ما زالت هي الافضل رغم انني لم احقق النجومية التي تتوازي مع نجوم اقل مني فنا وشأنا ولكنهم حققوا طفرات واسعة في هذا الشوط.. وفيلم ليلة سقوط بغداد وفيلم انا مش معاهم حققا معادلات طيبة من السمعة الطيبة وتجاوب معهما الجمهور.

اذن لماذا اعلنت اعتزالك الفن منذ فترة وجيزة؟

اعلاني الاعتزال ليس له علاقة بأفلامي ولكن الاعتزال نوع من التمرد والاحتجاج علي الاوضاع الفنية وموقف الرقابة منها والذي اعتبره يحد من ابداع الفنان بسبب هذه النظرة.

لماذا تكتب افلامك بنفسك؟

لأني أفتقد المؤلف الماهر علي الساحة الذي يحيل افكاري ووجهات نظري الي ورق مكتوب بشكل يتسق معها ويعبر عنها لهذا ألجأ للكتابة بنفسي لأنني الاقرب الي أفعالي وما يعتمل فيها.

رغم ان التلفزيون اصبح اسرع وسيلة للشهرة والنجومية الا انك ترفض التعامل معه؟

لا أقيس المسألة بهذه النظرة.. انا لا ابحث عن الانتشار او الشهرة. ما يهمني بالفعل هو السعي وراء دور مختلف وعمل يثير حفيظة الناس ويخلق ردود افعال ورأيا عاما كما حدث في فيلمي ليلة سقوط بغداد الذي لم يفهمه الناس في بداية الامر لكن بعد عرضه شعروا انني اقدم عملا مختلفا يستحق المشاهدة خاصة بعد ان اثني النقاد عليه.

ترفض التعامل مع التلفزيون لأنك لا تسعي للشهرة.. فهل لديك الاستعداد للتعامل مع المسرح؟

لا.. انا احب المسرح بعد السينما واتمني الوقوف علي خشبة المسرح اذا ما عثرت علي نص قوي يستفزني لتقديم شيء له قيمة وهدف لأنني ضد مسرح النكات والقفشات والرقص فهذه اشبه بالمخدرات التي تغيب وعي الجمهور ولا تقدم له قيمة ينشدها او يبحث عنها. انا مع المسرح الجريء الذي يقول كلمة ويلفت نظر الناس الي قضايا حقيقية وضد المسرح او السينما التي تقدم مسكنات مؤقتة لا تفيد في الوضع الحالي الذي نحياه.

كيـــف تري نفــــسك كفنان وسط الساحة؟

من الصعب الاجابة عن هذا السؤال لأنه من المستحيل ان يتحدث فنان عن نفسه او يقيم نفسه فهذه مهمة يضطلع بها النقاد والجمهور وانا لا اقارن نفسي بأحد ولا احب ان أقارن بأحد من زملائي علي الساحة فلكل منا أداؤه ووجهة نظره وعلاقته بالموضوع الذي يقدمه.. انا احب فقط ان يقول عني الناس بأنني اقدم اشياء لها هدف وان تترك هذه الاعمال انطباعا عني بأنني فنان مختلف في كل شيء وهذا يكفيني.

الفنان احمد حلمي ليس فناني المفضل ولكن ما قاله عن ان المواضيع الموجوده حاليا لا تقدم سوى مهدئات
لا تفيد في الوقت الحاضر هو كلام صحيح وانا اوافقه الراي
تحياتي الك مديرنا العام شكرا لهذا الموضوع الجميل

شكراً على الموضوع رماد الروح